حكم النظر إلي المخطوبة : وما هي حدود النظر الشرعي بين الخاطب والمخطوبة؟

*حدود النظر الشرعي بين الخاطب والمخطوبة: قد شرع الإسلام الخطبة قبل الإرتباط بعقد الزوجية

 ليتعرف كل من الزوجين علي صاحبه ، ومن الأمور المستحبة التي رغب فيها الإسلام ، أن ينظر

 الخاطب إلي المخطوبة قبل الخطبة ، ليعرف جمالها الذي يدعوه إلي الزواج بها أو قبحها الذي

 يصرفه عنها ليبحث عن غيرها ، ويقول الإمام الأعمش "كل تزويج يقع علي غير نظر، فآخره همٌ

 وغم!" وللفتاة أن تنظر إلي خاطبها فإنه يعجبها منه مثل ما يعجبه منها

وقال عمر رضي الله عنه " لا تزوجو بناتكم من الرجل الدميم فإنه يعجبهن منهم ما يعجبه  منهن"

والنظر إلي المخطوبة من الأمور التي يجتهد فيها الناس ويقولون فيها كلاماً وأحكاماً ، دون الثبت

 منها ، فالبعض يرفضها ، والبعض ينكرها ، والبعض يراها من المحرمات والكبائر، هذا الامر

 لايمكن إطلاق أي حكم فيه إلا بعد العودة إلي مصادر الفتوة الموثوقة ، وفي هذا الامر ورد عن

 الفقهاء وعن اهل العلم المختصين أنه لا حرج في النظر إلي المخطوبة .

ومما لا يمكن إنكاره ان المرأة عورة بناءً علي ما ورد في الحديث الشريف ، ولكن لكل قاعدة

 إستثناء ، والنبي الكريم صلي الله علبه وسلم إستثني من ذلك الأمر ما يتعلق بالخاطب فقد أجاز أن

 الشاب إذا خطب واحب ان ينظر إلي المخطوبة فلا حرج في ذلك.

ويتبين لنا من ذلك أن النظر إلي المخطوبة جائز ،وإن لم تأذن هي أو وليها إكتفاءً بإذن الشرع

 ،ويجوز ان ينظر إليها وإن لم تعلم بنظره ، وان يراها من غير علمها لئلا تتزين له فيفوت الغرض

 من النظر ، وفي الحديث الشريف أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال للمغيرة إبن شعبة عندما خطب

 إمرأة " انظر إليها فإنه أحري أن يؤدم بينكما"

وعن جابررضي الله عنه قال ، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اذا خطب أحدكم إمرأة فان

 استطاع أن ينظر إلي ما يدعوه إلي نكاحها فليفعل"

وقال جابر رضي الله عنه خطبت إمرأة من بني سلمة فكنت أختبئ لها، حتي رايت منها بعض ما

 دعاني إليها "!

وفي هذا دليل علي انه يجوز للخاطب ان ينظر إلي المخطوبة علي غفاتها وإن لم تأذن له.

 

**وإذا رأي الخاطب المخطوبة مرة ثم رأي أنه بحاجه إلي ان يراها مرة أخري بسبب أنه لم يتبين له

 في المرة الأولي ما يجعله يتزوج بها جاز له أن يكررالنظر ويراها مرة أخري بإذن من وليها .

** وإذا نظر الخاطب إلي المخطوبه ولم تعجبه ، يجب عليه أن يسكت ولا يقول شيئاً حتي لا تتأذي

 بما يذكر عنها ، ويجرح شعورها وكرامتها ، لعل الذي لا يعجبه منها قد يعجب غيره

** وإذا لم يتيسر له أن ينظر إليها بعث إمؤأة تتأملها وتصفها له ، لأن النبي صلي الله عليه وسلم

 بعث أم سلمه إلي إمرأة فقال" انظري عرقوبيها ، وشمي عوارضها " وفي روايه معاطفها 

( والمعاطف : ناحيتا العنق ، والعوارض : الاسنان في عرض الفم)  والمراد : اختبار رائحة الفم

 ورائحة الجسم  ، ( العرقوب : عصب غليظ فوق عقب الإنسان) ، ولا يكتفي للخاطب بالنظر إلي

 الصورة فإنها قد لا تعبر عن الحقيقة ، وقد تكون الصورة شيئاً والواقع شيئاً آخر.

-----------------------------------------------------------------------------------------

المراجع/ 

1- حدود النظر الشرعي بين الخاطب والمخطوبة:

2- النظر الي المخطوبة من الامور التي يجتهد فيها الناس: